-->
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • ملمع الأحذية - قصة قصيرة من مشهد واحد

    ملمع الأحذية - قصة قصيرة من مشهد واحد

    ملمع الأحذية - قصة قصيرة من مشهد واحد


    ملمع الأحذية - قصة قصيرة من مشهد واحد

    فى ليلة جمعة و اثناء مبارة لكرة القدم بين غريمين فى الدوري , والصمت يلف وسط العاصمة, كنت فى زيارة لحي القديم , امشى واستدعى ذكريات الماضي .
    و إذا به يظهر فجأة فى المشهد, بجسده النحيل والفارع و الأخيرة أظهرت مدى نحافته, و ما يقارب من أكثر من نصف حجمه, ملابس ثقيلة, عبارة عن طبقات من القطن و الصوف , نظرة واحدة خلعت قلبي حزنا على ذلك الكهل , " لم اذكرها " نعم نسيت ! لأن حالته هالتني, "نعم كهل" !! , خرج يسعى لطلب رزقه , واضعا أمامه صندوقا خشبي منتظرا أن يأتي من له حاجة ليلمع حذائه , لعله لا يعلم أن الناس مشغلون عن الشارع  فى المقاهي  والبيوت لمشاهدة المباراة, طبعا هذا لا يوجد فى خلفية اي قرار يتخذه, هو فقط يركز على قوت يومه . 

    يقبع متقوقعا فى مكان نوره ضعيف, رائه مكان مناسب ليضع أدوات عمله,فجاءه ربنا الرحيم بعباده !!, دون أن يدرى.  جاء رجل مهاب الطلعة و الهيئة , و قد اخرج من حافظته بعض النقود وأعطاه بعض المال ,ذهبت بعيدا أتابع لم يكن يرى أنى الاحظه, و لم أرى إلا وجه قد تغيرت ملامحة فرحًا  و راح يُمطر الرجل الكريم بسيل من الدعاء حتى تواري عن ناظريه . لا أظنه خرج ليشحذ او يتسول كما يفعل أناس كثيرون, ولكن ما كان فيه من ضعف و نظرة حزن ,  كان كافيا أن يحكى عن حاله . 

    الرجل الشريف, الذى تعود كسب قوته, هذا ما نشأ عليه ,تداعيات ذلك المشهد كسرت صمت ليلة الشتاء الباردة في خيالي و كأنها نار فرن خبز قد جهزها صاحبها للعمل. وأثارت حزن وشجنا في النفس . يُجسد معانة الإنسانية المقهورة و المعذبة و أعلنها واضحة عن تقصيرنا فى حق هؤلاء.

     " عيون تكسب قوتها برؤية الناس من أقدامهم "


    اكملت طريقي و أنهيت يومي, فى انتظار فجر يوم جديد , وأمل يتجدد. 

    عمرو حجاج 
    الاول من ربيع الثانى - ١٤٣٩ هجرى . 
    ديسمبر - ٢٠١٧ 


      

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    عمرو إبراهيم حجاج 2017 - 2018 تجارب الحياة I نحيا لنتعلم
    Feeback: ِAIMOH